تصغ جامعة كرة القدم العديد من الخطوط الحمراء في صورة ألجمة، بعضها دفاعا عن حقوق مكتسبة يبديها مستشهرون أبديون، وبعضها الآخر كبح للجماح ومصادرة للحق في إبداء الرأي·
ولا أرى في زمن كالذي نعيشه منفتحين شئنا هذا أم أبينا على عالم يتجه نحو منح الفرد هوامش للحرية، سببا لأن تفكر جامعة الكرة بهذا الشكل··
في كل العقود المبرمة مع أطر تقنية وإدارية وحتى طبية، حتى تلك التي تأخذ طابع اتفاقية هناك تنصيص على ضرورة حفظ اللسان من الشطط، ومنعه من كل كلام مباح حتى لو كان أحيانا خدمة للحقيقة، وفي مصلحة الجامعة نفسها·
وما أكبر الفارق بين أن تنهى الجامعة المتعاقدين معها عن الكلام الذي يسيء إلى المؤسسة المتعاقد معها ولو أن في الأمر نظر وأي نظر، وبين أن لا تجيز لهؤلاء المتعاقدين الكلام في ما يخدم أصلا الفكر الرياضي، الحقيقة الرياضية ويقوض من أساسه صرح الإشاعات، وما أكثر ما تنشط الإشاعات في بلاطات مهجورة كتلك التي تريدنا جامعة الكرة أن نعيش فيها··
صدقا ما إستسغت أن تجتهد الجامعة على هذا النحو، ولا أرى ما نوع ووزن الأجر في هذا الإجتهاد الخاطئ، إلا إذا كانت الجامعة عمدا تريد أن تحول بنايتها إلى خراب لا تكسر رتابة صمته غير أصوات البوم·
الجامعة جهاز وصي على الشأن الكروي، وهذا الشأن يعنينا كرياضيين، أولا ضاق صدرهم بإحباط الإقصاءات وجراحات الهزائم، وكمغاربة ثانيا يتطلعون إلى أن تلعب فعليا كرة القدم دور القاطرة التي تسير بالقطار على سكة الإستثمار ودعم التنمية··
وهو عندما يعنينا بهذين المستويين، فإن ذلك يلزم من يدير الجامعة أن يكون منفتحا على الرأي العام، محرضا على أن ينخرط كل المتعاقدين معها في حوار مصداقي وموضوعي ومسؤول، هاجسه الأول دعم الفكر الرياضي وصياغة القيم وإبادة كل عناصر الشك في القدرات والمس بالحقيقة·· وقد انتظرت كما الكثيرين أن تتحرك الجامعة في ظل الحصار المضروب على عملها وفي ظل الصمت المطبق المفروض على ردهاتها، أن يتمخض جبل الإنتظار الطويل، فيلد ما كان قد بشرنا به السيد امحمد أوزال نائب رئيس الجامعة، مؤسسة التواصل والإتصال داخل الجامعة، والتي ستوكل إليها مهمة إعداد استراتيجية متكاملة ليكون الإعلام بلا أدنى تمييز ومن دون حاجة للحديث باسم مصادر مبنية للمجهول، متواصلا باستمرار مع مصادر الخبر ومنابع الحقيقة··
قيل لي أن ذاك المخاض وصل مرحلته النهائية، وأن الشخص الموعود تم انتقاؤه، وعن قريب سيصبح للجامعة صوت وأي صوت؟
غير هذا تتحرك أخبار تقول أن علاقة الجامعة بلاعبي الفريق الوطني في طريقها لأن تتدهور، بسبب ما تبديه الجامعة من معارضة شديدة لتوجه بعض أسود الأطلس إلى الإرتباط إشهاريا مع بعض الشركات المنافسة لتلك التي ترتبط معها الجامعة بعقود استشهارية·
وأظن أنه موضوع قديم / جديد، لم تكن للجامعة لقصور واضح في إنجاز العقود، وأكثر منه في عدم التعدي على حقوق الغير، الشجاعة لأن تحسمه بشكل نهائي، فتقرر متى تبدأ صلاحيتها ومتى تنتهي؟
وتحديدا متى يكون بمقدور اللاعب الدولي أن يمارس حقه الطبيعي في ترويج صورته الشخصية حتى لو تعارض ذلك مع خط الجامعة؟
لا أريد أن أعود مجددا لهذا الجدل الذي يحتاج إلى مقاربة موضوعية تنسجم مع روح العصر الذي يكفل للمؤسسات حقوقا وللأفراد أيضا حقوقا لا يتعارض فيها هذا مع ذاك، ولكنني أتخوف من إثارة هذا الموضوع في هذا التوقيت بالذات والفريق الوطني على بعد أيام فقط مع مباراته القوية أمام فهود الغابون عن الجولة الأولى من الدور الإقصائي الحاسم لكأس العالم·
إن حساسية الظرفية التي تستوجب كامل التعبئة، تلزم الجامعة أن تتصدى بكل المسؤولية إلى كل هذه النبتات السيئة التي تفسد فضاء الحلم والأمل، وتبدأ بتصفية الإشكال المرتبط بعقود اللاعبين استشهاريا وتمر بفتح جسور التواصل وتنتهي بالتوافق أيضا على ميثاق المنح المرتبط بالمباريات الست الموصلة إلى مونديال جنوب إفريقيا وكأس إفريقيا للأمم بأنغولا سنة 2010·
لقد أعذر من أنذر··
نقلا عن صحيفة المنتخب المغربية